الأربعاء، 18 يناير 2017

المنجيات في زمن الفتن

عدد التعليقات : 0
نحن في زمن كثر فيه الفتن وإزداد فيه البلاء صار المسلمون فيه يقتل بعضهم بعضا , والله إنها فتن كسواد الليل المظلم والله المنجي منها والله المستعان عليها ,أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل »
أخرجه أحمد ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، وضعفه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
وتالله الذي نفسي بيده إنها فتن شداد تهلك الأخضر واليابس , فعلى الرغم من أن الإنسان بطبعه يكره الموت إلا ان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قد قال أن الموت أفضل للمسلم من الحياة في زمن الفتن , فعن محمود بن لبيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خيرًا له من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب » (صحيح الجامع:139).

ما يجب على المسلم فى زمن الفتن :

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : بينما نحن حول رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، إذ ذكر الفِتنةَ ، فقال : « إذا رأيتم النَّاسَ قد مرَجت عهودُهم ، وخفَّت أماناتُهم وكانوا هكذا ". وشبَّك بين أصابعِه ، قال : فقُمتُ إليه فقلتُ : كيف أفعلُ عند ذلك ! جعلني اللهُ فداك ؟ قال -صلى الله عليه وسلّم - : " الزَمْ بيتَك ، واملِكْ عليك لسانَك ، وخُذْ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ ، وعليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ، ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ ».(صحيح أبي داود)
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن»، قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر». 
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»" (صحيح البخاري:7084).

يقول صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن» (صحيح البخاري:7088)
وفي الأحاديث السابقة يرشدنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الى ضرورة لزوم جماعة المسلمين وإمامهم فى وقت الفتن وإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فعلى المسلم أن ينشغل وكذا اعتزال مواطن الفتن .

وعن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله تعالى عنها قالت: "استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعًا، يقول: «سبحان الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات -يريد أزواجه الكرام لكي يصلين- رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة»" (صحيح البخاري:1126).
وهذا يدل على استحباب الصلاة في وقت الفتن , وأنها من المنجيات .

وكذلك من المنجيات من الفتن الدعاء لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم , فعنعائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» (البخاري:).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق