الأحد، 15 يناير 2017

الرشوة من كبائر الذنوب

عدد التعليقات : 0
أصبحت الرشوة في بلاد العرب و المسلمين شيئا طبيعيا ممنهجا ، ..وكل موظفي الحكومة -تقريبا- يمارسونها علنا وبكل وقاحة...كما أن المواطن البسيط أعتاد على دفعها عند كل عمل يقوم به ...حتى إنه إذا لم يجد موظفا مرتشيا ليرشيه بحث عنه أو حثه على قبول الرشوة ليقينه أن مصالحه لن تًنجز بدونها !!!.
* الرشوة : هي ما يعطيه الشخص لحاكم أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد .
*و اصبحت للرشوة في بلاد المسلمين أسماءا كثيرة منها :
 الحلاوة، الشاي، الإكرامية، الاصطباحة ، القهوة ، الدرج ، العرق ، عمولة ، هدية ، مجاملة ، صلح نفسك ، اعدل حالك ، إب - ارتفع - على وش الدنيا .....
* و اعلم ان أركان الرشوة ثلاثة وهم :
1 - والراشي: المعطي للرشوة .
2 - والمرتشي : الآخذ لها .
3 - والرائش : الوسيط بينهما .
* الرشوة من كبائر الذنوب : لأنها من أشد أنواع أكل أموال الناس بالباطل، فهي دفع المال إلى الغير لقصد إحالته عن الحق .
قال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الراشي والمرتشي ..» ( رواه الترمذي / صحيح ).
- واللعن من الله تعالى هو الطرد والإبعاد عن مظان رحمته سبحانه - نعوذ بالله من ذلك -  وهو لا يكون إلاّ في كبيرة .
*أنواع الرشوة
ويقسم بعض الفقهاء الرشوة إلى أربعة أنواع :
1 - من أعطى مالاً عيناً أو منفعةً ليحصل على ما ليس له بحق فهذا حرام على المعطي والآخذ .
 2 - ومن أعطى مالاً عيناً أو منفعةً على سبيل الاضطرار وتحت سوط القهر والجبر من أجل نيل حقه الثابت شرعاً فهذا حلال للمعطي حرام على الآخذ.
 3 - ومن أعطى مالاً عيناً أو منفعةً لموظف ليستميل قلبه فيخفف الثاني ما توجب على المعطي (كموظف الضرائب مثلاً ) فهذا حرام على كليهما.
4 - من منح مالاً أو عيناً إنساناً ما قدَّم خدمة وانتهى منها على سبيل الهدية التي لا تحمل معنى الاستمالة في المستقبل فهذا حلال لكليهما .
* من أسباب انتشار الرشوة :
1 ـ ضعف الوازع الديني لدى الأشخاص المتعاملين بهذا السلوك.
2 ـ الفقر الذي تعيشه البلاد و الركود الاقتصادي و تفاقم الديون عليها .
3 - انتشار بعض المفاهيم المغلوطة التي تبرر مثل هذه الممارسات المحرمة.
4 ـ الرضوخ لضغط فتنة المال و متطلبات الحياة .
5 - إرادة الوصول إلى أعلى المناصب و الدرجات العلمية و لو بالرشوة .
6 ـ بعض الناس لا يهتم إلا بما يحقق له مصلحته الشخصية بعض النظرعن الحكم الشرعي.
7 ـ قد يكون انخفاض المستوى المعيشي وتردي الأحوال الاقتصادية للبعض دافعاً لقبول الرشوة والتعامل بها.
8- الطمع في أموال الناس و حسدهم عليها .
* نتيجة الرشوة أو المترتب عليها :
1- ـ أن المتعامل بها ملعون على لسان رسول الله صلى عليه وسلم.
2 ـ بها تضيع و تهمش أحكام الشريعة الغراء .
3 ـ تضيع حقوق الخلائق .
4 ـ فساد المجتمع ككل.
5 ـ محق لبركة المال.
6 ـ أن بسببها يتولى أمور الناس من ليس أهلاً لذلك - تظل لذروتها حال الانتخابات-.
7 ـ أنها تسبب الظلم والعدوان بالتعدي على حقوق الغير .
8 - ظهور الحسد والتباغض والغل بين أفراد المجتمع .
9 - ـ ظلم الراشي نفسه ببذل المال لينال الباطل ، وظلم المرتشي نفسه بأكل أموال الناس بالباطل .
10 - بها تقع المصائب و يظهر بالمجتمع الأمراض و الأوبئة التي لم تكن بأسلافهم .
والله تعالى أعلم .
قال سبحانه : " وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ( البقرة / 188) .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق