الأربعاء، 11 يناير 2017

عدم توقير الكبير ورحمة الصغير

عدد التعليقات : 0
الإنسان المتطاول على من هو أكبر منه في السن هو إنسان بعيد كل البعد عن التربية الإسلامية ، وهو من الغافلين عن دينهم ...
كثيرا ما أمشي في طرقات بلدنا الطيب فأجد شاب أو حدث صغير يسب و يشتم رجلا كبيرا فأريد رده عن قلة أدبه و تربيته السافلة فيقول بكل استعلاء : إذا ارتفعت الأيدي تساوت الرؤوس ، و هو لم يحترمني حتي أحترمه ، و يتقمص شخصية الأسطورة - و يريد أن يكون هو البلطجي المهيمن والمسيطر على المنطقة ! .
وعلى النقيض تري كبير السن إذا تكلم مع صغير أراد أن يفتك به و يفرض عليه سطوته و جبروته فيضربه و يسبه و ... ، فتُذكره بالله و تقول له : ارحم هذا الصغير فلا ينصاع إليك معللا ذلك بقوله : لو تركته سيأكلنا ، فأنا اتغدى به قبل أن يتعشى بي ، سبحان الله تعالى كأننا صرنا في غابة بشرية .
و الحل في شريعتنا الغراء فاستمسك بها أيه الحبيب و أيتها الكريمة .
فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله تعالى عنه - ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ -اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا » ( رواه الترمذي و غيره و صححه الألباني ) .
فقد نهانا الحبيب الرسول الكريم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن عدم توقير الكبير و عدم رحمة الصغير ، فأمرنا و أرشدنا إلى مكارم الأخلاق ومنها توقير الكبير و الحنو و الرحمة على الصغير .
ولتنظر أخي ولتقدي بخلق سيّدنا العباس بن عبد المطّلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان أكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم سناً، فسُئله أحد الناس ، أيّكما أكبر أنت أم رسول الله ؟ قال: هو أكبر منّي وأنا ولدت قبله .
أيّها الشابّ المسلم، ولئن كنتَ ممتَّعًا الآن بقوَّتك، فتذكَّر بعد سنين وقد ضعُفت تلك القوّة، وعُدتَ إلى ضعفِك القديم،يقول رب العزة سبحانه وتعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم:54]
فيجب أن نستمسك بما أمرنا به إسلامنا حتى ننجو في الدارين .
و الله تعالى نسأل تمام النفع للمسلمين .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق