السبت، 9 ديسمبر 2017

شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها

عدد التعليقات : 0
مِنْ أسئلة الإخوة الأعزاء
يقول فضيلة الشيخ الحبيب المسدد :  جزاكم الله تعالى خيرا ياشيخنا
ونرجوا من فضيلتكم التوضيح للإخوة عن أصحاب البدع الذين يبتدعون فى دين الله تعالى ماليس منه محتجين بقولهم (من سن فى الإسﻻم سنة حسنة)
وقولهم(نعم البدعة الحسنة)
جزيتم خيرا   ؟

التوضيح الموجز :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ... الحديث .
أي من أحيا في الإسلام سنة حسنة  كادت أن تذهب فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن أحيا في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
فالسنة سيئة:  هي البدعة،  فهي سيئة وإن استحسنها من سنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  «كل بدعة ضلالة» ( صححه الألباني، صحيح سنن أبي داود ).
 وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: «كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنا» (ذكره المروزي في السنة  ).

أما قولهم : (نعم البدعة الحسنة) فيجاب عنها بالتالي :

 أولا : تعريف البدعة : هي كل أمر محدث مخترع في الدين يضاهي الشرعية .

ثانيا : عندما تسأل  بعض الذين يحيون بدعة المولد، أو بدعة البناء على القبور وإسراجها، أو ما شابه ذلك من البدع  : لماذا تقومون بهذه البدع التي لم يفعلها   سلفنا الصالح ؟ يقولون: نعم هي بدعة، ولكنها بدعة حسنة!
يجاب عن هذا فيقال : القائل بالبدعة الحسنة، كأنما يقول بلسان حاله: الشريعة ناقصة وتحتاج إلى زيادة وتحسين ،  فيتهم  النبي صلى الله عليه وسلم  بالخيانة ، لأنه لم يؤد الأمانة  ولم يبلغ الرسالة كاملة ، وهذه البدعة من الخير الذي لم يبلغنا إياه ! و حاشاه عليه السلام .

ثالثا : يقولون لك : هذه المقالة من قول عمربن الخطاب ؟!
فيجاب عن هذا : بإن المقصود بالبدعة هنا البدعة بالمعنى اللغوي لا الشرعي؛ فالبدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء على غير مثال سابق، وأما البدعة في الشرع  كل أمر محدث في الدين ... وصلاة التراويح - التي قال فيها عمر -رضي الله تعالى عنه- هذه المقالة  سنّة وليست بدعة، فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعة بأصحابه ليال عدة، وكان الناس يصلونها جماعات في المسجد على عهده وهو يقرهم، ولكنه لما خشي أن تفرض عليهم توقف ، فجمع  عمر الناس على إمام و قال مقالته هذه ، فتبين انها إحياء لسنته - عليه السلام- و ليست بدعة محدثة  .
قال أهل العلم - الشافعي - : "المراد بالبدعة ما أُحْدِثَ مما لا أصل له في الشريعة يدلُّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلُّ عليه -: فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعةً لغة".
و الأمر يحتاج كثير بسط ، لكن نتوقف مخافة الملل و السآمة .
أسأل الله تعالى تمام النفع للمسلمين .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق