الثلاثاء، 3 يناير 2017

أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ( الجزء الأول )

عدد التعليقات : 0

اسمه والقابه ومولده رضي الله عنه

- اسمه عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه ويلتقى نسبه مع رسول الله    في مُرَّة بن كعب .
 وعن عائشة ، قالت : اسمه الذي سماه أهله به " عبد الله " ولكن غلب عليه " عتيق " .
وقالت رضي اللّه عنها أن رسول اللّه    قال: "أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي عتيقاً .
وقال ابن معين : لقبه عتيق ؛ لأن وجهه كان جميلا ، وكذا قال الليث بن سعد .

- قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: "إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه    صدِّيقاً" 

وعن عائشة ـ رضي الله عنهاـ وعن أبيها: لما أسري بالنبي    إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكرـ رضي الله عنه ـ فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة".فلذلك سمي أبا بكر الصديق .

وقد ذكره النبي بهذا اللقب في حديث أنس أنه قال: إن النبي   صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم فقال: «اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان».

- لُقب "الأوّاه" وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من الله، فعن إبراهيم النخعي أنه قال: «كان أبو بكر يُسمى بالأوّاه لرأفته ورحمته»

- لقب "الأتقي " لقبه به الله -عز وجل- في القرآن الكريم في قوله تعالى: " وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى" [الليل: 17] حيث اشترى سبعة كلهم يعذب في الله وأعتقهم
ولد أبو بكر سنة 573 م وقيل أنه  أصغر من النبي    بثلاث سنوات وقيل أقل من ذلك ولكن المؤكد هو سنة مولده رضي الله عنه .

اسلام أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ودعوته إلى الإسلام 

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أقرب الناس الى رسول الله    قبل البعث وكان كثيراً ما يتردد عليه فكان بينهما ود وحب وعندما نزل سيدنا جبريل عليه السلام بالرسالة على رسول الله    وأمره بأن يبلغ رسالة ربه علم أبو بكر رضي الله عنه فذهب الى النبي    ليعلم منه الأمر فأخبره النبي المصطفى    بما نزل عليه من الوحى فى غار حراء فصدقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وآمن به وكان رضي الله تعالى عنه اول من اسلم .
قال رسول اللّه   : "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كَبْوَة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي اللّه عنه ما عَلَمَ عنه حين ذكرته له" أي أنه بادر به
بدأ أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يجاهد مع رسول الله    فى نشر الإسلام فقد أسلم من الصحابة على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللّه .
يقول ابن إسحاق : " .. كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام، من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ".
وأخذ أبو بكر على عاتقه حمل الدفاع عن رسول الله    وعن الإسلام والمسلمين فقد دفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند الكعبة خنقاً شديداً وقال:أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم ؟وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. 
فمن ذلك أن رسول اللّه    لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو بكر رضي اللّه عنه في الظهور، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل فلم يزل به حتى خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه    جالس ودعا إلى الله و الى رسول اللّه   ، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى , فثار المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً وصار عُتْبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه .

فجاءت بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار،

ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فلاموه فصار يكرر ذلك 
فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك
فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه، 
فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟ 
قالت: نعم فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً 
فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم، 
فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه   ؟ 
فقالت: هذه أمك، 
قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك
قالت: سالم هو في دار الأرقم
فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه   
قالت أمه: فأمهلناه

حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ حتى دخل على رسول اللّه    فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك

فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت

ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع رسول اللّه  تاركاً عياله وأولاده


أبو بكر الصديق رضى الله عنه ومصاحبة الرسول ﷺ فى الهجرة إلى المدينة 

لما اشتد اذى المشركين فى مكة لرسول الله    وأصحابه الكرام أمره الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة فأخبر رسول الله   
الصحابة بأن يهاجروا سراً دون أعلم يعلموا بأحد من المشركين وهنا اختار رسول الله   له خليلاً فى الهجرة وهو أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه واشترى أبو بكر بعيراً وقدّمه إلى رسول الله  ليحمله إلى يثرب ( المدينة المنورة ) وبدءا سويا رحلة الهجرة من مكة الى المدينة ( وهى قصة طويلة سنتطرق لها لاحقا إن شاء الله ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق