الأحد، 15 يناير 2017

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

عدد التعليقات : 0
تقول السائلة الكريمة : ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟

الجواب : التهنئة تكونُ على أحوال:

- إمَّا أن تكونَ بما يسر به المسلمُ ممَّا يطرأ عليه من الأمور المباحة بكلِّ ما فيه تجدد نِعمةٍ، أو دفْعُ مصيبة، كالتَّهنئة بالنِّكاح، والتَّهنئة بالنجاح و...فهذا أمر مباح يجوز للمرء تهنئة أخيه به فهو من العادات لا العبادات التي يجب أن ترتكز على نص .

- وإما أن تكونَ التهنئة في أزمانٍ معيَّنة كالأعيادِ، والأيام و الأشهر و الأعوام فعلى تفصيل :

- أمَّا الأعياد - عِيد الأضحى وعيد الفطر - فهذا واضح لا إشكالَ فيه ، والتهنئة بها ثابتة عن جمْعٍ من الصَّحابَة .

- وأمَّا الأيام ، كالتهنئةِ بيوم ميلادِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، أو بيومِ الإسراءِ والمعراج ، وما شابَه ذلك ، والحُكم فيه أنَّه من البِدع ؛ لارتباطه بمناسباتٍ دينية مبتدعة .

- أ مَّا الأشهر، كالتهنئةِ بشهرِ رمضان، ، والخلافُ فيه مشهورٌ بين أهل العلم. و الراجح جواز ذلك لأن له أصلٌ .

- وأمَّا الأعوام ، كالتَّهنئةِ بالعامِ الهجريِّ الجديد ، أو ما يسمى رأس السَنة الهجريّة ، و هذا على خلاف بين أهل العلم :

قيل : لا تجوز مطلقا .

وقيل : تجوز لأنه من أمورِ العادات لا العبادات .

و قيل : لا تَبتدئ التهنئة ، ولا بأس بأن تردَ على مَن هنَّأك وتدعوَ له بأن يكون عامُه الجديد عامَ خيرٍ وبركة .

و ( الراجح ) – والله تعالى أعلم – أن التهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة و الأفضل أن لا تَبتدئ التهنئة فترد على من هنَّأك بكلام طيب من جنس كلامه ، لكن إذا ابتدأت فلا بأس .

قال الإمام أحمد: لا أبتدئ به ، فإن ابتدأني أحد أجبته .

وذلك لأن جواب التحية واجب ؛ لقوله – سبحانه وتعالى-:" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها "الآية [النساء:86] انتهى .

- و لأن هذه التهنئة من العادات لا العبادات ، فـأولى ما يقال فيه أنه يدعو لأخيه أن يكون هذا العام عام خير و بركة و ...

وذكر شيخنا ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – في المجموع الثمين : أن قول " كل عام وأنتم بخير" جائز إذا قُصِدَ به الدعاء بالخير .

- و قد بشر النبي – صلى الله عليه وسلم أصحابه - بقدوم رمضان ،  فقال لهم: " أتاكم رمضان شهر مبارك, فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ". رواه أحمد والنسائي وسنده صحيح.فيما رواه النسائي .

- و هُنِّئ طلحة بن عبيد الله لكعب بن مالك، بحضرة النبي – صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليه ، كما رواه البخاري ومسلم .

- و قد رخص فيه أئمة مجتهدون من هؤلاء الحافظ ابن حجر و غيره .

و الله تعالى أعلم .

بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق