الاثنين، 30 يناير 2017

سلسلة اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم (3)

عدد التعليقات : 0
* ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين تزوج خديجة - رضي الله تعالى عنها - وكان عمرها أربعين سنة ، وكانت تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها بشيء تجعله لهم ، فلما بلغها عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدقه وأمانته وكرم أخلاقه ، بعثت إليه ، فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا ، فقبل صلى الله عليه وسلم عرضها ، فخرج في تجارتها وربح الربح الوفير ، وعلمت عنه بعض الدلائل التي توحي أنه النبي الخاتم ، فباتت ترجو أن تكون زوجا له ، فصرحت ببعض ما بخلدها لصديقتها نفيسة بنت منبه ، التي عرضت أمرها على النبي صلى الله عليه وسلم فقبل زواج الحسيبة النسيبة الجميلة صاحبة الخلق العظيم الكاملة المكملة .
قال صلى الله عليه وسلم : « أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ عَلَيْهِنَّ السَّلَامُ »(أحمد/صحيح الإسناد).
ولك أن تتخيل أن امرأة مؤمنة مثل أمنا خديجة - رضي الله تعالى عنها - يرسل لها الملك سبحانه جبريل - عليه السلام - ليبلغها منه السلام...وعلى الجانب الآخر ترد خديجة بفقه رفيع :إن الله هو السلام ، ولم تقل :على الله السلام
فيا لها من امرأة كاملة في كل شيء ، حتى قالت الصديقة عائشة - ضي الله تعالى عنها -:« مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ فَيَقُولُ إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ »(الصحيحين).

* ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والثلاثين اختلفت قريش فيمن يضع الحجر الأسود مكانه فحكم صلى الله عليه وسلم بينهم ، وشارك في بناء الكعبة .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ : « كُنْتُ فِيمَنْ بَنَى الْبَيْتَ، فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَسَوَّيْتُهُ ، فَوَضَعْتُهُ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ ، قَالَ: فَكُنْتُ أَعْبُدُهُ ، فَإِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ الشَّيْءُ أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا لَبَنٌ طَيِّبٌ فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ فَصَبُّوهُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا اخْتَلَفُوا فِي الْحَجَرِ حِينَ أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ بِالسُّيُوفِ ، فَقَالَ: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ أَوَّلَ رَجُلٍ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : هَذَا الْأَمِينُ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْأَمِينَ ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ رَضِينَا بِكَ ، " فَدَعَا بِثَوْبٍ فَبَسَطَهُ وَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ لِهَذَا الْبَطْنِ ، وَلِهَذَا الْبَطْنِ - غَيْرَ أَنَّهُ سَمَّى بُطُونًا -: لِيَأْخُذْ كُلُّ بَطْنٍ مِنْكُمْ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ ، فَفَعَلُوا ، ثُمَّ رَفَعُوهُ ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ » (قال الحاكم في مستدركه : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِ) .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق