الاثنين، 30 يناير 2017

سلسلة اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم (5)

عدد التعليقات : 0
** مراحل الدعوةالإسلامية في حياة النبي - عليه السلام - :
مرت الدعوة الإسلامية في حياته - عليه السلام - منذ بعثته إلى وفاته بأربع مراحل :
*المرحلة الأولى : الدعوة سرا ، واستمرت ثلاث سنوات .
*المرحلة الثانية : الدعوة جهرا ، وباللسان فقط ، و استمرت إلى الهجرة .
*المرحلة الثالثة : الدعوة جهرا ، مع قتال المعتدين و البادئين بالقتال أو الشر ، واستمرت هذه المرحلة إلى عام صلح الحديبية .
*المرحلة الرابعة : الدعوة جهرا مع قتال كل من وقف في سبيل الدعوة أو امتنع عن الدخول في الإسلام - بعد إقامة الحجة عليهم - من المشركين و الوثنيين ونحوهم .
وكانت هذه المرحلة هي التي استقر عليها أمر الشريعة الإسلامية ، وقام عليها حكم الجهاد في الإسلام (1) .

* مرحلة الدعوة السرية :

أخذت الدعاية للإسلام تنتشر في مكة وتأخذ بأفئدة أولى الألباب حتى طرحوا جاهليتهم الأولى واعتنقوا الإسلام سرا ، وبدأت آيات القرآن الحكيم تتنزل تخاطب شغاف قلوبهم ، فبذرت فيهم بذور الإيمان الراسخ ، فقد كان الرعيل الأول من الصحابة يلتفون بحب وإعجاب وتقدير واحترام حول نبيهم وإمامهم - عليه السلام - يتلقون عنه التوحيد الخالص والأدب الإسلامي السامي الرفيع .
واستمر أمر الدعوة في تطور سري ثلاث سنين ، ثم نزل أمين الوحي جبريل - عليه السلام - يكلف الصادق الأمين رسولنا الحبيب - عليه السلام - بالدعوة العلانية فينذر عشيرته الأقربين ، ويجابه باطلهم ويهاجم أصنامهم جهارا حتى أعلنوا العداء له ولدينه الجديد .

أعلن الكفار العداء للنبي ﷺ ولدينه الجديد ، فقام كفار قريش بتعذيب من علموا بإسلامه ليردوهم عن دينهم لكنهم صبروا و ثبتوا .
* ومن صور التعذيب ذكر ابن إسحاق: ان الكفار عدوا على من أسلم واتبع رسول الله من أصحابه ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش ، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، من استضعفوه منهم يفتنونهم عن دينهم ، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبهم ، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم .

فكان بلال: مولى أبي بكر لبعض بني جمح ، مولدا من مولديهم ، وهو بلال بن رباح ، واسم أمه حمامة ، وكان صادق الإسلام ، طاهر القلب ، وكان أمية ابن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة ، يطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى.
فيقول: - وهو في ذلك - أحدٌ أحد .
و كذلك ياسر و زوجته سمية و ابنهما عمار ... وهذه هي أول أسرة أسلمت بالكامل .. وأول عائلة جهرت بالإسلام .. وكانوا هم سابع من جهر بالإسلام في الدنيا .. وهم في الرتبة الثلاثين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام
و كانت سمية أول من قتل في سبيل الله وكانت رضي الله عنها أول امرأة تسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها و أرضاها .
وعندما جهرت السيدة سمية بإسلامها ظل أبو جهل يعذبها اشد التعذيب لأيام طويلة و يقال" لم يشهد التاريخ امرأة عذبت كما عذبت سمية من طرف أبي جهل " كان يضربها ضربا شديدا و يؤذيها أشد الاذى ..وكان يريد منها كلمة واحدة وهي أن تكفر بدين محمد ﷺ .. ولكن المرأة لم تنطق إلا بالشهادتين لدرجة أنها استطاعت أن تقهره بصبرها و إيمانها و قوة احتمالها .. فلجا أبو جهل للقوة الغاشمة , فحمل حربته وأغرسها فيها .. ضربها بالحربة إلى مكان عفتها وهي مقيدة مكبلة ..فسقطت رضي الله عنها و أرضاها شهيدة.. بل كانت أول من استشهدت في الإسلام .... ماتت بين زوجها و ابنها المكبلين .. وقبرها لا يعلم مكانه إلا الله ...
وبعد ايام قليلة يموت زوجها ياسر بعد صبره الكبير على العذاب و قتل زوجته امام عينين ... ويبقى بعدهما ابنهما عمار بن ياسر .. و كان سنه بضعا و عشرين سنة .. وكان ألم الفراق شديد عليه لأنهما قتلا أمام ناظريه و بطريقة شنيعة على يد أبي جهل ... ولكن الشاب ظل ثابتا .. ولكن إيذاء أبو جهل كان يزيد شدة يوما بعد يوم ..الى أن خارت قوى عمار و لم يعد يقوى على التحمل
وبعد شدة العذاب وفي يوم من تلك الأيام قيل له " سب محمدا " فسب رسول الله عليه الصلاة و السلام و ذلك لان طاقته نفدت .
وركض الى رسول الله يبكي و يقول :" و الله يا رسول الله مازالوا بي حتى فعلت " ورد عليه الصلاة و السلام وقال :" يا عمار فكيف تجد قلبك " قال :"مطمئن بالإيمان يا رسول الله " فقال له رسول الله ﷺ :" يا عمار فان عادوا فعد " وبشر النبي ﷺ آل ياسر وقال :" صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنه " وفي ذلك نزلت آية : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) " النحل 106 "
 وآية :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) " العنكبوت 2 "
وتحمل عمار رضي الله تعالى عنه الإيذاء حتى هاجر الى يثرب ومات رضي الله تعالى عنه في موقعة صفين بسبب الفتنة التي قامت بين انصار سيدنا على ابن أبي طالب وانصار معاوية بن أبي سفيان , ذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد قال حديثا و كلهم كانوا يتذكرونه و الحديث يقول: "عمار ابن ياسر تقتله الفئة الباغية "
و بموت عمار عرفت الفئة الباغية فتوقفت المعركة
توفي رضي الله عنه و عمره اربعة و تسعين سنة ..مات بالعراق ودفن هناك
وهكذا يكون رضي الله عنه الشهيد الذي يكمل هذه العائلة العظيمة عند الله مكانة ..و التي تستبشر بالجنه.
نسأل الله تعالى لنا ولكم الجنة .
..........إلي لقاء مع الدرس (6) بمشيئة الله تعالى وعونه .............

(1) فقه السيرة ، و الرحيق المختوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق