الخميس، 12 يناير 2017

من هم الخوارج وما هى ماهيتهم ؟

عدد التعليقات : 0
يسأل الأخ الكريم عن مصطلح الخوارج من هم ؟ وما ماهيتهم و ...؟
قأجبت بأن الخوارج : هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-.
قال الشهرستاني في الملل والنحل ( ص : 1/115) : هم كل من خرج عن الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا ، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين ، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان ، و الأئمة في كل زمان .
أعلم أخي أن خروج الخوارج على علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- لم يكن في حقيقته خروج على طاعة إمام ، إنما هو خروج على الشريعة و الأمة بتكفيرها و استحلال دماء المسلمين و أموالهم .
أما الخروج عن طاعة إمام معين فلا يعد هؤلاء خوارج ، إنما هم بغاة ، وقتالهم قتال أهل البغي يراعى فيه شروطه و ضوابطه ، و هؤلاء خروجهم و قتالهم على الدنيا ، لا على الدين كما في حال الخوارج .
والفرق بينهما : أن الخوارج خروجهم وقتالهم على الدين ،أما البغاة فخروجهم وقتالهم على الدينا .
* أسماء الخوارج :
1- الخوارج : وهي أشهر أسمائهم ، وسبب تسميتهم بذلك أنهم خرجوا عن الدين ، أو عن الجماعة أو على علي -رضي الله تعالى عنه -
2-الحرورية : نسبة إلى المكان الذي نزلوا فيه في أول أمرهم ،وهي قرية حروراء .
3-أهل النهروان : وهي نسبة إلى المكان الذي قاتلهم فيه علي بن أبي طالب .
4-الشراة :لقولهم :شرينا أنفسنا في طاعة الله أي : بعناها بالجنة .
5-المارقة : وذلك للأحاديث الواردة في الصحيحين وغيرهما و التي تصفهم بمروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية .
6-المحكمة :هذا الاسم من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم ،والسبب أنهم رفضوا تحكيم الحكمين ، ولتردادهم كلمة : لا حكم إلا لله .
7-الشكاكية :لاتهامهم علي بن أبي طالب بعد التحكيم أنه شك في إمارته .
8-النواصب : وذلك لمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
قال شيخ الإسلام:الخوارج الحرورية الذين كانوا من شيعة علي بن أبي طالب ثم خرجوا عليه ، و كفروه ، وكفروا من والاه و نصبوا له العداء و قاتلوه ومن معه .
* نشأة الخوارج :
من أهل العلم من يرجع بداية نشأة الخوارج إلى زمن النبي ﷺ ويجعل أول الخوارج ذا الخويصرة الذي اعترض على الرسول ﷺ في قسمة ذهب كان قد بعث به علي من اليمن، ويتضح ذلك من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري حيث قال:بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر وأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله قال ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال ثم ولى الرجل قال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا لعله أن يكون يصلي فقال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود. (رواه البخاري ) .
ويعلق ابن الجوزي -رحمه الله- على هذا الحديث فيقول: أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة التميمي. وفي لفظ أنه قال له: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ" .
فهذا أول خارجي خرج في الإسلام، وآفته أنه رضي برأي نفسه، ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله ﷺ وأتباع هذا الرجل هم الذين قاتلوا علي بن أبي طالب .
وممن أشار بأن أول الخوارج ذو الخويصرة: أبو محمد بن حزم الظاهري ، وكذا الشهرستاني . ومن العلماء من يرى أن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان بإحداثهم الفتنة التي أدت إلى قتله ظلمًا وعدوانًا، وسميت تلك الفتنة التي أحدثوها بالفتنة الأولى .
وقد أطلق ابن كثير على الغوغاء الذين خرجوا على عثمان وقتلوه اسم الخوارج .
* قصة المحكمة الأولى :
هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حين جرى أمر المحكمين ،بعد صفين ، واجتمعوا بحروراء من ناحية الكوفة ،وهم يومئذ اثنا عشر ألفا أهل صلاة وصيام وقراءة ،ورئيسهم عبد الله بن الكواء ، وشبث بن ربيعي ، وعتاب بن الأعور ،وعروة بن حدير ، ويزيد بن عاصم المحاربي .
وخرج اليهم علي يناظرهم ، فظهر بالحجة عليهم ، فاستأمن اليه ابن الكواء في ألف مقاتل ، وانحاز الباقون الى النهوران ،وأمروا عليهم رجلين منهم : عبد الله بن وهب الراسبي ، حرقوص بن زهير البجلي ، المعروف بذي الثدية ، ورأوا في طريقهم الى النهروان عبد الله بن خباب بن الأرت ، فقالو له حدثنا حديثا سمعته عن أبيك عن رسول الله ، فقال سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول: أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قال فإن أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول قال أيوب ولا أعلمه إلا قال ولا تكن عبد الله القاتل قالوا أأنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم قال فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل ..(رواه أحمد) .
فلما انتهي خبرهم الى علي أرسل الييهم يطلب منهم قاتل عبد الله بن خباب ، فقالو : كلنا قتله ولو ظفرنا بك لقتلناك أيضا ، قسار اليهم في أربعة آلاف من أصحابه ،وناظرهم فيما نقموا منه ، فحاجهم ، واستأمن منهم ثمانية آلاف ، وقاتل الباقين ، وطلب ذا الثدية فوجدوه، فكان هذا مصداق قول النبي ﷺ .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق