يسأل الحبيب المكرم : عن حكم انشاد الضالة بالمسجد ؟
الجواب : بعد حمد الله تعالى و الصلاة السلام على الحبيب المعصوم...
أولا : انشاد الضالة : هو الإعلان عن شيء افتقده المرء ، فينادي عليه بالصوت المجرد أو مكبرات الصوت داخل المسجد ، بقصد رده عليه ممن وجده .
كأن ينادي في مكبرات الصوت التي بالمسجد : من وجد ساعة أوصافها كذا و كذا فليعطها لفلان ، أو يأتي بها عند منبر المسجد ، أو نحو هذا .
ثانيا : الضالة : هي الضائع من الحيوان: إبل ،أو بقر، أو عنز .
وكذلك لو أنشد ضائعا غير ضالة فالحكم واحد ، فالأصل ضالة الحيوان و مضى الحكم على غيره الضوائع .
ثالثا : حكم إنشاد الضالة في المسجد : حرام .
رابعا : دليل الحرمة : قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ, فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا». (رَوَاهُ مُسْلِمٌ ) .
وجه الدلالة : أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أباح لنا بل أمرنا أن ندعو الله تعالى ألا يردها على من نشدها – طلبها - ،والدعاء على صاحب الضالة ألا يردها عليه ،لا يجوز إلا في المسجد لأنه عدوان ، والعدوان لا يجوز إلا إذا كان في مقابل عدوانه المحرم .
فلا يجوز أن تدعو على منشد ضالته في السوق أو الشارع أو نحوهما ألا ترد عليه ، لأن هذا تعدي و عدوان على صاحب الضالة .
خامسا : هل إنشاد اللقطة كإنشاد الضالة؟
*قيل : إنشاد اللقطة كإنشاد الضالة تماما لقوله-صلى الله عليه وسلم- : "فإن المساجد لم تبن لهذا " .
فمثلا: أن تجد شيئا في الشارع ، فتدخل المسجد وتقول : أيها الناس ،من ضاع له كذا وكذا ، فمن كانت له فهي معي ، فليعرفها بأوصافها و يأخذها , أو يجد طفلا قد فقد أبيه في الشارع ، فيدخل به المسجد ، و ينادي عليه ... أو نحوه.
*و قيل : إنشاد اللقطة ليس كإنشاد الضالة ، و هو- الراجح - لوجود فروق من أهمها :
1- أن منشد الضالة غالبا يكن صاحبها لانه المستفيد ، أما تعريف اللقطة فمن غير صاحبها –لأنه لو كان الإعلان من صاحبها فقد وجدها ،فلما الإعلان ؟!.
2- إنشاد الضالة لما فقد خارج المسجد ، أما تعريف اللقطة فلما فقد في المسجد و غيره .
3- أن إنشاد الضوال في المسجد ذريعة لتحويل المسجد إلى مكان للإعلانات ، بخلاف تعريفة اللقطة التي هي بطبيعتها قليلة و تكون غالبا لما فقد داخل المسجد –كساعة وجدها عند بمكان الوضوء-.
4- الحديث الشريف يخبر عن مفقودات لم توجد ، و لذلك أمرنا –عليه السلام- أن نقول " لا ردها الله عليك" ، أما تعريف اللقطة فعن أشياء وجدت بالفعل .
5- غالبا ما يكن منشد الضالة حريصا على دنياه ، فهو ينشد بعض أغراضه الدنيوية ، أما منشد اللقطة فهو يريد التخلص مما وجده من أشياء مالية وغيرها ،فلا يسعى إلى دنيا فانية .
و الله تعالى أعلم .
الجواب : بعد حمد الله تعالى و الصلاة السلام على الحبيب المعصوم...
أولا : انشاد الضالة : هو الإعلان عن شيء افتقده المرء ، فينادي عليه بالصوت المجرد أو مكبرات الصوت داخل المسجد ، بقصد رده عليه ممن وجده .
كأن ينادي في مكبرات الصوت التي بالمسجد : من وجد ساعة أوصافها كذا و كذا فليعطها لفلان ، أو يأتي بها عند منبر المسجد ، أو نحو هذا .
ثانيا : الضالة : هي الضائع من الحيوان: إبل ،أو بقر، أو عنز .
وكذلك لو أنشد ضائعا غير ضالة فالحكم واحد ، فالأصل ضالة الحيوان و مضى الحكم على غيره الضوائع .
ثالثا : حكم إنشاد الضالة في المسجد : حرام .
رابعا : دليل الحرمة : قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ, فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا». (رَوَاهُ مُسْلِمٌ ) .
وجه الدلالة : أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أباح لنا بل أمرنا أن ندعو الله تعالى ألا يردها على من نشدها – طلبها - ،والدعاء على صاحب الضالة ألا يردها عليه ،لا يجوز إلا في المسجد لأنه عدوان ، والعدوان لا يجوز إلا إذا كان في مقابل عدوانه المحرم .
فلا يجوز أن تدعو على منشد ضالته في السوق أو الشارع أو نحوهما ألا ترد عليه ، لأن هذا تعدي و عدوان على صاحب الضالة .
خامسا : هل إنشاد اللقطة كإنشاد الضالة؟
*قيل : إنشاد اللقطة كإنشاد الضالة تماما لقوله-صلى الله عليه وسلم- : "فإن المساجد لم تبن لهذا " .
فمثلا: أن تجد شيئا في الشارع ، فتدخل المسجد وتقول : أيها الناس ،من ضاع له كذا وكذا ، فمن كانت له فهي معي ، فليعرفها بأوصافها و يأخذها , أو يجد طفلا قد فقد أبيه في الشارع ، فيدخل به المسجد ، و ينادي عليه ... أو نحوه.
*و قيل : إنشاد اللقطة ليس كإنشاد الضالة ، و هو- الراجح - لوجود فروق من أهمها :
1- أن منشد الضالة غالبا يكن صاحبها لانه المستفيد ، أما تعريف اللقطة فمن غير صاحبها –لأنه لو كان الإعلان من صاحبها فقد وجدها ،فلما الإعلان ؟!.
2- إنشاد الضالة لما فقد خارج المسجد ، أما تعريف اللقطة فلما فقد في المسجد و غيره .
3- أن إنشاد الضوال في المسجد ذريعة لتحويل المسجد إلى مكان للإعلانات ، بخلاف تعريفة اللقطة التي هي بطبيعتها قليلة و تكون غالبا لما فقد داخل المسجد –كساعة وجدها عند بمكان الوضوء-.
4- الحديث الشريف يخبر عن مفقودات لم توجد ، و لذلك أمرنا –عليه السلام- أن نقول " لا ردها الله عليك" ، أما تعريف اللقطة فعن أشياء وجدت بالفعل .
5- غالبا ما يكن منشد الضالة حريصا على دنياه ، فهو ينشد بعض أغراضه الدنيوية ، أما منشد اللقطة فهو يريد التخلص مما وجده من أشياء مالية وغيرها ،فلا يسعى إلى دنيا فانية .
و الله تعالى أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق