الخميس، 9 فبراير 2017

تكفير المسلم لأخيه المسلم 2

عدد التعليقات : 0
يسأل الأخ الكريم : أرى بعض الملتزمين يكفر بعضهم بعضا ، فهل يعد هذا من الدين ؟
الجواب : أولا : الملتزمون ليسوا حجة على الإسلام ، فهم كغيرهم يصيبون و يخطئون ، لكنهم أقل خطأ, لتمسكهم بنصوص الكتاب و السنة .
ثانيا : لا يجوز تكفير المسلم إلا بتوافر الشروط و انتفاء الموانع ، و ليس هذا لكل أحد ، بل للعلماء أو طلبة العلم المجتهدين في هذا الباب .
قال - عليه السلام - : « مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » ( الصحيحين ) .
ثالثا : لابد من توافر شروط أربعة لتكفير العين :
الأول:ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة.
الثاني:ثبوت قيامه بالمكلف.
الثالث:بلوغه الحجة.
 الرابع:انتفاء مانع التكفير في حقه.
رابعا : موانع التكفير:
إذا تمت هذه الشروط ، ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع.
فمن موانع التكفير:
 - الجنون و نحوه .
- أن يُغلق على المرء قصده فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو غير.
قال تعالى: «  وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » ( الأحزاب ) .
 وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ » .
- الإكراه :
لقوله سبحانه : « مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  » ( النحل ) .
- الخطأ :
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ » (رواه ابن ماجة و غيره و صححه الألباني ) .
و البعض لا يعذر بالجهل في مثل هذا .
هذا بعض من كل ، والله تعالى أعلم .
 بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق