سلسلة تعلم عقيدتك ( 1 )
سنتناول -بعون الله تعالى ومشيئته -بعض ما ينبغي للمسلم معرفته من توحيد ربنا عزوجل بالدليل مع الإيجاز الشديد ، مراعاة للحال والمآل .
** أولا : ينبغي أن يعتقد المسلم أن أول واجب عليه هو : شهادة أن لا إله إلا الله ، فالتوحيد أول دعوة الرسل ، وأول منازل الطريق القويم ، وأول ما يقوم به السالك إلى الله عزوجل .
قال ربي سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } (الأنبياء -: 25). والآيات كثيرة في هذا الشأن .
وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ».( الصحيحين ) .
والأحاديث كثيرة في هذا الباب.
* والتوحيد يتضمن ثلاثة أنواع :
أحدها : الكلام في الأسماء الصفات .
والثاني : توحيد الربوبية ، وبيان أن الله وحده خالق كل شيء .
والثالث : توحيد الإلهية ، وهو استحقاقه عزوجل أن يعبد وحده لا شريك له .
فالله عزوجل المعبود بحق ، لا شريك له .
وسنبدا أولا : بأسماء الله تعالى وصفاته .
** أين ربنا عزوجل - صفة العلو -:
الله تعالى في السماء ، أي على السماء فليست السماء تحويه سبحانه .
قال تعالى : { أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) ...} (الملك :16,17) .
وقال -عليه السلام- :« أَلاَ تَأْمَنُونِى وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِى السَّمَاءِ يَأْتِينِى خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ». ( الصحيحين ) .
وفي الصحيحين أنه -عليه السلام - شهد للجارية بالإيمان عندما أخبرته أن الله تعالى في السماء .
فهو تبارك وتعالى فوق خلقه بائن عنهم ، فسبحانه فوق الفوق : قال عزوجل عن نفسه : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى : 1).
وقال عزوجل : { يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } فالله تعالى فوق السموات يطويها بيمينه { وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر : 67]
وقال عليه السلام في دعائه ممجدا ربنا : « وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ». ( مسلم ) .
(تنبيه) : علوه سبحانه وتعالى لا ينافي قربه ، فهو أقرب إلى إلى خلقه من حبل الوريد ، والأدلة على هذا المعنى كثيرة جدا .
نكتفي لعدم الإطالة داعين الله تعالى تمام النفع للمسلمين .
............ الدرس القادم : استواء الله عزوجل على عرشه .............
والله تعالى من وراء القصد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق