السبت، 11 فبراير 2017

التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق القويم

عدد التعليقات : 0

 سلسلة تعلم عقيدتك ( 1 ) 


سنتناول -بعون الله تعالى ومشيئته -بعض ما ينبغي للمسلم معرفته من توحيد ربنا عزوجل بالدليل مع الإيجاز الشديد ، مراعاة للحال والمآل .
** أولا : ينبغي أن يعتقد المسلم أن أول واجب عليه هو : شهادة أن لا إله إلا الله ، فالتوحيد أول دعوة الرسل ، وأول منازل الطريق القويم ، وأول ما يقوم به السالك إلى الله عزوجل .
قال ربي سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } (الأنبياء -: 25). والآيات كثيرة في هذا الشأن .
وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «  أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ».( الصحيحين ) .
وعَنْ عُبَادَةَ رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « مَنْ شَهِدَ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسَى عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ ألْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ ». متفق عليه.

 والأحاديث كثيرة في هذا الباب.
* والتوحيد يتضمن ثلاثة أنواع :
أحدها : الكلام في الأسماء الصفات .
والثاني : توحيد الربوبية ، وبيان أن الله وحده خالق كل شيء .
والثالث : توحيد الإلهية ، وهو استحقاقه عزوجل أن يعبد وحده لا شريك له .
فالله عزوجل المعبود بحق ، لا شريك له .
وسنبدا أولا : بأسماء الله تعالى وصفاته .
** أين ربنا عزوجل - صفة العلو -:
الله تعالى في السماء ، أي على السماء فليست السماء تحويه سبحانه .
قال تعالى : {  أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)  ...} (الملك :16,17) .
وقال -عليه السلام- :« أَلاَ تَأْمَنُونِى وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِى السَّمَاءِ يَأْتِينِى خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ». ( الصحيحين ) .
وفي الصحيحين أنه -عليه السلام - شهد للجارية بالإيمان عندما أخبرته أن الله تعالى في السماء .
فهو تبارك وتعالى فوق خلقه بائن عنهم ، فسبحانه فوق الفوق : قال عزوجل عن نفسه : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى : 1).
وقال عزوجل : { يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ فالله تعالى فوق السموات يطويها بيمينه { وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر : 67]
وقال عليه السلام في دعائه ممجدا ربنا :  «  وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ  ». ( مسلم ) .
(تنبيه) : علوه سبحانه وتعالى لا ينافي قربه ، فهو أقرب إلى إلى خلقه من حبل الوريد ، والأدلة على هذا المعنى كثيرة جدا .
نكتفي لعدم الإطالة داعين الله تعالى تمام النفع للمسلمين .
............ الدرس القادم : استواء الله عزوجل على عرشه .............
والله تعالى من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق