الخميس، 2 فبراير 2017

يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار

عدد التعليقات : 0
عن معاذ رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال :( لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت . ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)[ السجدة : 16 - 17 ] ، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . 

وللحديث طرق أخرى منها : 
من طريق شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم , عن معاذ بن جبل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس قبل غزوة تبوك ، فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح ، ثم إن الناس ركبوا ، فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة ، ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو أثره ، والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق تأكل وتسير ، فبينما معاذ على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ ، فكبحها بالزمام ، فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف عنه قناعه ، فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ ، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معاذ . قال : لبيك يا نبي الله . قال : ادن دونك . فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد . فقال معاذ : يا نبي الله نعس الناس ، فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا كنت ناعسا . فلما رأى معاذ بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وخلوته له قال : يا رسول الله ، ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : سلني عم شئت . قال : يا نبي الله ، حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها . قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : بخ بخ بخ لقد سألت بعظيم ، لقد سألت بعظيم ، ثلاثا ، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير ، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير ، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير ، فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث مرات يعني أعاده عليه ثلاث مرات ؛ حرصا لكي ما يتقنه عنه ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتقيم الصلاة ، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت ، وأنت على ذلك فقال : يا نبي الله ، أعد لي فأعادها له ثلاث مرات ، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر ، وقوام هذا الأمر و ذروة السنام . فقال معاذ : بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدثني . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله ، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ، ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله ، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله".
  أخرجه ابن ماجه (72) , وأحمد 5/ 236 و 245 ، وابن المبارك في "الجهاد" (31) ، وعبد بن حميد (113-المنتخب) ، والبزار (2669 و 2670 - البحر الزخار) , والطبراني 20/ (115) و (117) , والدارقطني 1/ 434- الرسالة , وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 65 - 66: مطولا ومختصرا 
وشهر بن حوشب : مختلف فيه , ولم يتفرّد به فقد توبع عليه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق