الأربعاء، 1 مارس 2017

حياة الله تبارك وتعالى و قيوميته

عدد التعليقات : 0
سلسلة تعلم عقيدتك ( 9 ) 
** حياته و قيوميته تبارك و تعالى :
الله عزوجل حي حياة أزلية ، فهو أول بلا ابتدأ آخر بلا انتهاء ، فكل الخلق يموت ويفنى ولا يبقي إلا هو سبحانه وتعالى ، وعليه نتوكل .
قال عزوجل :{هُوَ الحي لاَ إله إِلاَّ هُوَ} (غافر : 65 ) .
وقال سبحانه :{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفرقان: 58) .
و قال عز من قائل : {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجلال والإكرام} (الرحمن: 26 - 27) .
وفي الصحيحين عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والإنس يموتون ) .
وروى البخاري في صحيحه (4812) ، ومسلم (2787) أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ؟) . 
قال ابن الجوزي رحمه الله : 
" قوله تعالى: ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) : اتفقوا على أن هذا يقوله الله عزّ وجلّ بعد فَناء الخلائق.
واختلفوا في وقت قوله عزّ وجلّ له على قولين : 
أحدهما: أنه يقوله عند فَناء الخلائق إِذا لم يبق مجيب. فيَرُدّ هو على نفسه فيقول: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، قاله الأكثرون. 
والثاني: أنه يقوله يوم القيامة. 
وفيمن يُجيبه حينئذ قولان: أحدهما: أنه يُجيب نفسه ، وقد سكت الخلائق لقوله تعالى . قاله عطاء. 
والثاني: أن الخلائق كلَّهم يُجيبونه فيقولون: «للهِ الواحدِ القهارِ» ، قاله ابن جريج ".

انتهى من "زاد المسير" (7/212) . 
و عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : " إِذَا هلك من في السموات وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ، فَلَا يُجِيبُهُ أَحَدٌ، فَيَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ." .

* وهو عزوجل قيوم بنفسه مقيم لغيره ، وجميع المخلوقات مفتقرة إليه ، ولا قوام لها بدونه.
وقال عز ذكره : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ } .
وجمع بين الاسمين سبحانه في قوله :{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (آل عمران) .
ومن تمام حياته وقوميته عزوجل أنه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام :
قال سبحانه: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} .
السنة : أوائل النوم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ , يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ » أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
والله تعالى من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق