الخميس، 12 يناير 2017

هل يجوز لعن اليهود و النصارى و من تبعهم والدعاء عليهم

عدد التعليقات : 0
يقول السائل الكريم : هل يجوز لعن اليهود و النصارى و من تبعهم الذين يسبون الإسلام على شاشات التلفاز و غيره ؟

الجواب :

* أولا : يجوز لعن اليهود و النصارى غير المعينين ، بإجماع أهل العلم سواء أكان لهم ذمة أم لم يكن ، وذلك لجحودهم الحق وعداوتهم الدين و أهله ( و يظهر هذا جليا على شاشات التلفاز و صفحات الفيس و التويتر و غيرها ) .

واختلف أهل العلم في لعن المعين ( المعين اى المعروف اسمه ونسبه اى لعن الله فلان بن فلان انه كافر ) من اليهود والنصارى ، فقال بعضهم : يجوز لعنهم .

وقال آخرون ـ وهم الجمهور ـ :لا يجوزـ وهو الصحيح ـ وعللوا ذلك بأن حال اليهودي أو النصراني عند الوفاة لا تعلم ، وقد شرط رب العزة تبارك وتعالى في ذلك الوفاة على الكفر بقوله :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "( البقرة /161) .

ولا يعارض هذه الآية الكريمة ما روي أنه صلى الله عليه وسلم لعن قوما بأعيانهم من الكفار إنما كان ذلك لعلمه بمآلهم .

* ثانيا : يجوز اللعن بالأوصاف العامة باتفاق أهل العلم :

مثال ذلك : لعنة الله على السارقين أو الظالمين أو الفاسقين أو الكاسيات العاريات ، أو الزناة أو المصورين ......

* ثالثا : لا يجوز لعن المسلم العاصي المعين ـ وهو قول الجمهور ـ وحكي ابن العربي الإجماع عليه .

ولكنه منقوص بمخالفة بعض أهل العلم له

والراجح والعلم لله تعالى أنه لا يجوز لعن المسلم العاصي المعين ،وذلك لأن رب العزة تبارك وتعالى أنزل على رسوله صلوات الله عليه وسلامه قوله تعالى "

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ" ( سورة آل عمران / 128) .

عندما كان يلعن أشخاصا كفارا بأعيانهم فكيف بالمسلمين الموحدين ، فالمسلم يُمنع من لعن الكافر المعين فمن باب أولى منعه من لعن المسلم العاصي المعين

* رابعا : لا يجوز لعن المسلم المعين ، بإجماع أهل العلم ، لقوله صلوات الله تعالى وسلامه عليه : « لعنُ المؤمنِ كقتلِه » (الصحيحين ) .

* خامسا : لا يجوز لعن المجنون والمعتوه ونحوهما لا بطريق الجزاء ولا بطريق الزجر ، فإنه لا يتأثر به

( فائدة ) : حكي أبوجعفر النحاس عن بعض العلماء أنه قال : إذا لعن الإنسان من لا يستحق اللعن فليبادر بقوله إلا أن يكون لا 
يستحق .

والله تعالى أعلم .

بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق