الخميس، 12 يناير 2017

رد الضيافة و عدم قبول الهدية

عدد التعليقات : 0
بعض الناس إذا ضايفه أحد امتنع عن ضيافته فلا يأكل و لا يشرب عنده معللا ذلك بقوله : نحن لا نأكل و لا نشرب عند أحد و ليس من أدبنا... ، كأن هذا الفعل ينافي شكله العصري و تحضره وتمدنه المزعوم -الإتيكيت - .

وكذلك إذا أرسل أولاده لأحد أقاربهم كعم أو خال أو خالة أو عمة أو تركهم عند أحد منهم ليقضي بعض حاجاته ثم وضعت مائدة الطعام ، تجد من يقول لك : أمي أو أبي يحرج علينا أن نأكل عند أحد حتى لو كان من أقاربنا .

وكذلك إذا أهدي إليه شيئا فلا يقبله و يتحرج منه ، أو أعطى شيئا غير متطلع إليه فلا يقبله . معللا أن هذا ليس لنا بل هو لأسافل الناس و دونهم .... !.

وهذه مقالة عظيمة و فهم خاطئ عليل سقيم ... مخالف للهدي النبوى على صاحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم .

فقد ثبت في صحيح مسلم و غيره عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أُتِىَ بِطَعَامٍ أَكَلَ مِنْهُ وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَىَّ وَإِنَّهُ بَعَثَ إِلَىَّ يَوْمًا بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّ فِيهَا ثُومًا فَسَأَلْتُهُ أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ « لاَ وَلَكِنِّى أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ ». قَالَ فَإِنِّى أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ.

وروى أحمد في مسنده بسند صحيح أن سعدا أدخل النبي -عليه السلام - الْبَيْتَ فَقَرَّبَ لَهُ زَبِيبًا فَأَكَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ أَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ .

و الأحاديث في أكل النبي -عليه السلام -عند الصحابة و أكل الصحابة عنده ، و أكل الصحابة عند بعضهم البعض كثيرة جدا لا يتسع المقام لسردها و الأتيان عليها ، فنبينا أشرف الخلق و أطهرهم و أنبلهم كان يأكل عند الصحابة و يؤكلهم أفنمتنع نحن ؟!!!.

عَن عمر بن أبي سَلمَة قَالَ دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا وَهُوَ يَأْكُل قَالَ

أقعد كل يَا بني وسم الله وكل بيمينك وكل مِمَّا يليك .

وجه الدلالة :أن النبي -عليه السلام- أقعد الصبي و أطعمه مما يأكل و علمه آداب الطعام .

* (تنبيه) : أكل النبي -عليه السلام عند يهود المدينة و غيرهم من المشركين ...

روى أحمد في مسنده بسند صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟» قَالَتْ: أَحْبَبْتُ - أَوْ أرَدْتُ - إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَإِنَّ اللَّهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَبِيًّا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ .

وجه الدلالة أنه -عليه السلام - قبل الهدية و أكلها منها .

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت ) . و كفى بهذا الحديث دليلا ...و الله تعالى أعلم .

بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق