سبحان الملك العظيم " إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " ...
منذ زمن بعيد و أنا أعلم قصة توبة الفضيل بن عياض ، لكن لما قرأتها اليوم شعرت بأنها تخاطب وقعنا المعاصر بكل معانيها وبكل كلمة فيها ، فأردت أن تشاركوني الخير ، فاختصرت القصة لكم ، ولعلكم تستخرجون مكمونها الذهبي ، و فيها :
كان الفضيل بن عياض شاطرا- حرامي - يقطع الطريق ، وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي- يصعد- الجدران إليها ، إذ سمع تاليا يتلو " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ..." [ الحديد : 16] .
فلما سمعها ، قال : بلى يارب ، قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة - دائما ترى البلطجية و قطاع الطريق في الأمكان الخربة - ، فإذا فيها مَارَّةُ من الناس - ، فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا .
قال ففكرت ، وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ، وقوم من المسلمين هاهنا ، يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ، اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام .
فلما قدم هارون الرشيد الى مكة - للحج أو العمرة- قعد في الحِجْر هو وولده ، وقوم من الهاشمين ، وأحضروا المشايخ ، فبعثوا إليّ فأردت أن لا أذهب ، فاستشرت صحابي ، فقال : اذهب لعله يريد أن تعظه ، فدخلت المسجد ، فلما صرت إلى الحجر ، قلت لأدناهم : أيكم أمير المؤمنين ؟ فأشار اليه ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد علي ، وقال : اقعد ، ثم قال : إنما دعوناك لتحدثنا بشيء ، وتعظنا ، فأقبلت عليه ، فقلت : يا حسن الوجه ، حساب الخلق كلهم عليك . فجعل يبكي ويشهق ، فرددت عليه ، وهو يبكي ، حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني ، وقال : اذهب بسلام . و ذكر قصة أخرى فيها .
ومما قيل عنه بعد توبته ( عشرة كانوا يأكلون الحلال لا يدخل بطونهم غيره ولو استفوا التراب وذكر منهم الفضيل بن عياض ).
منذ زمن بعيد و أنا أعلم قصة توبة الفضيل بن عياض ، لكن لما قرأتها اليوم شعرت بأنها تخاطب وقعنا المعاصر بكل معانيها وبكل كلمة فيها ، فأردت أن تشاركوني الخير ، فاختصرت القصة لكم ، ولعلكم تستخرجون مكمونها الذهبي ، و فيها :
كان الفضيل بن عياض شاطرا- حرامي - يقطع الطريق ، وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي- يصعد- الجدران إليها ، إذ سمع تاليا يتلو " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ..." [ الحديد : 16] .
فلما سمعها ، قال : بلى يارب ، قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة - دائما ترى البلطجية و قطاع الطريق في الأمكان الخربة - ، فإذا فيها مَارَّةُ من الناس - ، فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا .
قال ففكرت ، وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ، وقوم من المسلمين هاهنا ، يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ، اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام .
فلما قدم هارون الرشيد الى مكة - للحج أو العمرة- قعد في الحِجْر هو وولده ، وقوم من الهاشمين ، وأحضروا المشايخ ، فبعثوا إليّ فأردت أن لا أذهب ، فاستشرت صحابي ، فقال : اذهب لعله يريد أن تعظه ، فدخلت المسجد ، فلما صرت إلى الحجر ، قلت لأدناهم : أيكم أمير المؤمنين ؟ فأشار اليه ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد علي ، وقال : اقعد ، ثم قال : إنما دعوناك لتحدثنا بشيء ، وتعظنا ، فأقبلت عليه ، فقلت : يا حسن الوجه ، حساب الخلق كلهم عليك . فجعل يبكي ويشهق ، فرددت عليه ، وهو يبكي ، حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني ، وقال : اذهب بسلام . و ذكر قصة أخرى فيها .
ومما قيل عنه بعد توبته ( عشرة كانوا يأكلون الحلال لا يدخل بطونهم غيره ولو استفوا التراب وذكر منهم الفضيل بن عياض ).
وقال عنه خادمه ( ما رأيت من الناس أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان اذا ذكر الله عنده أو سمع القرأن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه فبكى حتى يرحمه من بحضرته ) .
بوركتم .
بوركتم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق