الجمعة، 6 يناير 2017

حكم دفع الصائل ( قاطع الطريق )

عدد التعليقات : 0
في الأيام الفائتة تفاقمت ظاهرة قطع طريق المسلمين للتعدي عليهم ، أو للتعدي على أموالهم قهرا بصور و أشكال متعددة ، فتجد أن البلطجي المحارب لله تعالى و رسوله -عليه السلام -
يوقف المرء في طريقه ليتعدى عليه ضربا بالسلاح و أخذ ماله أو ترويعه أو نحو ذلك ...
-و للمحاربة أو قطع الطريق بالمعنى الأصطلاحي تعريفات كثيرة ، لا نتعرض لها و لكن يعجبني قول ابن حزم رحمنا الله تعالى و إياه - في تعريفه للمحارب .
فيعرف المحارب بأنه :” المكابر المخيف لأهل الطريق المفسد في الأرض سواء وقع فعل الإخافة في مصر أو غيرها، من جماعة أو فرد له شوكة بالسلاح أو من دونه” .
و ليس هذا ما أردت الإشارة إليه سريعا ، إنما أردت الإشارة إلى الجبن و الخوف الذي قتل الناس و أخافهم قبل أن تصل إليهم أيدي البلطجية .

أخوتاه : دافعوا عن أنفسكم و ادفعوا الصائل ، فدفع الصائل -عن العرض - واجب .
فلو استكره شارب الخمر- أو الأقراص المخدرة - أو المجنون امرأة على نفسها، ولم يندفع إلا بقتله، فلها قتله، بل عليها ذلك بالسنة واتفاق أهل العلم .( انظر منهاج السنة ) .

اعلم أخي الحبيب و أختي الفاضلة أنه يشرَع للمتعدَّى عليه ولغيره ممَّن شاهد الأمر ردُّ العدوان بالقدر اللازم لدفع الاعتداء، مبتدئًا بالأخف فالأخف، فلا يتجاوز حدَّ الضرورة، حتى لا تتوسَّع دائرة الضرر، ولا مسؤولية على المدافع إلا إذا تجاوز الحد المشروع.

دليل ذلك : قوله - تعالى -: ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194].

ومن السنة قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قُتل دون دِينه فهو شهيد، ومَن قُتل دون أهله فهو شهيد))[ رواه أصحاب السنن الأربعة. ].

وأما جواز الدفاع عن الغير، فأساسه وجوب صيانة الحُرُماتِ مطلقًا من نفسٍ أو مال، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (( انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، قيل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: (( تحجزه عن الظلم، فإن ذلك نصره ))، وقال أيضًا: (( مَن أُذِل عنده مؤمن فلم ينصُرْه وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة))[ رواه أحمد و غيره ].
و الأدلة في هذا الباب كثيرة ، نكتفي بما ذكرنا مخافة الملل و السائمة ، داعين الله تعالى تمام النفع للمسلمين و أن ينفعنا بما علمنا .
بوركتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق