الأحد، 22 يناير 2017

هل صورة الإنسان كصورة الله تعالى ؟

عدد التعليقات : 0
يقول السائل الكريم : نهى النبي -عليه السلام - عن ضرب الوجه ، وأخبر أن الله سبحانه خلق آدم على صورته ... فهل صورة الإنسان كصورة الله تعالى ؟

الجواب : ثبت عن النبي -عليه السلام- أنه قال : : « إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ » ( رواه مسلم ) .
و عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن » (صححه الامام أحمد وإسحاق بن رهاوية ) .
وروى ابن أبي عاصم أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
« إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه   » ( وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح ) .
والمعنى عند علماء أهل السنة أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم سميعا بصيرا متكلما إذا أراد ذلك ... وهذا هو وصف الله تعالى فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ذلك وله وجه و يد ... سبحانه ، لكن صفاته ليست كصفات المخلوق .
والله تعالى يقول عن نفسه:  « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  » [الشورى:11]،
 ويقول: « وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً » [طـه:110].
فليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التى لله تعالى وهو الخالق غير الصورة التى للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سبحانه سميع بصير متكلم متى شاء له وجه و يد وقدم ، وهكذا خلق آدم سميعا بصيرا متكلما له وجه ويد وقدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم فالله عزوجل خالق وغيره مخلوق ، فصفاته سبحانه تليق بجلاله وعظيم سلطانه ، والمخلوق صفاته تليق به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396 .

والله تعالى أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق