الاثنين، 23 يناير 2017

هل أولاد الكفار الذين ماتوا دون الحلم في الجنة أم في النار ؟

عدد التعليقات : 0
يقول السائل الكريم : هل أولاد الكفار الذين ماتوا دون الحلم في الجنة أم في النار ؟
الجواب : الله تعالى أعلم بمصير من مات في صغره قبل البلوغ من أولاد الكفار .
و هذه المسألة خلافية بين أهل العلم.
قيل : أن الله تعالى يمتحنهم يوم القيامة فمن أطاع فهو إلى الجنة و من عصى فهو من أهل النار واستدل هؤلاء لأهل الفترة والأحمق والأصم واعتبر هؤلاء ان ابناء غير المسلمين الذين ماتوا قبل أن يبلغوا الحلم حكمهم كحكم أهل الفترة.
عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أربعة يمتحنون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع شيئًا ، ورجل أحمق ، ورجل هرِم ، ورجل مات في فترة ، فأما الأصم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا ، وأما الأحمق فيقول : رب لقد جاء الإسلام والصبيان يقذفوني بالبعر ، وأما الهرِم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا ، وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول ، فيأخذ مواثيقهم ليطيعونه ، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار ، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن لم يدخلها يسحب إليها ) .
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في " مسنده " والبيهقي في كتاب " الاعتقاد " وصححه . 
وقيل : الله أعلم بما يكون من أمرهم . وقيل غير ذلك .
وأقول : الله أعلم بما كانوا عاملين ، وعليه فإلي جنة أو إلى نار .
 دليله ما ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنَاتَجُ الْإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ» ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ مِنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ » .
 وجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أولاد الكفار أجاب بقوله : « اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ » . 
وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في حكم أولاد المشركين وأهل الفترة في آخر كتابه: (طريق الهجرتين) تحت عنوان (طبقات المكلفين).
فمن أحب أن يطلع عليه فليفعل فإنه مفيد جداً وبالله التوفيق.
و الله تعالى أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق