الأربعاء، 18 يناير 2017

حكم الإختلاف والأحزاب في الاسلام

عدد التعليقات : 0
يقول السائل الكريم: كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم (اختلاف أمتي رحمة ) وبين ما نراه من تناحر الأحزاب الإسلامية وغيرها ؟
الجواب : الإسلام يدعو إلى عدم الفرقة و عدم التحزب والحزبية المذمومة المقيته ، فهذا ليس من شرعنا في شيء ، بل هو من أمر الجاهلية وإن دافع ونافح بعض أهل العلم عنها ، فهذه الحزبية المقيتة تفرق شمل المسلمين ، بل تفرق شمل الأسرة الواحدة وقد قال صلى الله عليه وسلم : «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبنـيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ »(الصحيحين).

أما الحديث المذكور (اختلاف أمتي رحمة ) فضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقوم به حجة .
بل قال ربي سبحانه : { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفَيْنَ إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ } [هود، : 1199]، فجعل الله تعالى الاختلاف من صفة غير المرحومين ، فالأمة المحمدية لا يمكن أن تختلف ، بل رحمة ربي عزوجل بها ألا تختلف .

قال الله تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} [آل عمران:103-105] 

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [الأنعام:159، 160].

وقال الله تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].

 ولو افترضنا جدلا صحته ،فيحمل على أن الخلاف الواقع بين الأمة في آرائهم داخل تحت رحمة الله تعالى ، فللمجتهد المصيب أجران وللمخطئ أجر واحد كما قال النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم : « إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنْ حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ »( الصحيحين) .
والله تعالى أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق